بتوجيهات ‏من ‏القيادة ‏السياسية!

 

بتوجيهات من القيادة السياسية!

 

 كثيرا ما سمعنا هذه العبارة من المسؤولين في مصر سواءا وزراء أو محافظين و غيرهم، و كأن هولاء المسؤولين لا يتحركون أو يقوموا بواجباتهم الا بعد توجيهات القيادة السياسية و كأن هذه القيادات الساسية تملك الخبرات الفنية في مختلف المجالات من صحة وتعليم وصناعة واقتصاد وتكنولوجيا وغيرها من المجالات التي تنهض بالأمم.

 

 على مدى الستون عاما الماضية وفي ظل الحكم العسكري ، دأبت القيادات السياسية المتعاقبة على تشكيل حكومات ووزارات من عديمي الكفاءات ممن يعملوا في ظل توجيهات القيادة السياسية التي هي في الواقع قيادة عسكرية وليست سياسية.

 

 وفي ظل جائحة فيروس كورونا الجديد نجد وزارة الصحة المصرية لم تتحرك لاتخاذ أي اجراءات وقائية الا بعد ما أمرهم السيسي بالتحرك، في ةسط مناخ عام من التخبط و الارتجال و عدم المعرفة بمتطلبات إدارة الأزمة في الوقت الذي بدأت فيه دول الخليج و في مقدمتهم المملكة العربية السعودية بالتحرك العاجل لحماية المواطنين.

 

 كان هذا التحرك بقيادة وزارة الصحة السعودية و التي قامت باصدار المئات من القرارات الاحترازية الوقائية و كان دور القيادة السياسية هو الدعم الكامل للقرارات بكافة الوزرات الأخرى و خاصة الداخلية السعودية و التي قامت بتطبيق قرارات وزارة الصحة، لم نسمع خلال هذه الأزمة أت تحرك الحكومة كان بتوجيهات القيادة ولكن بدعم القيادة الكامل لمعالجة الأزمة و التي تحتاج الى الخبرات العلمية و ليس التوجيهات السياسية. 

 

 ستون عاما من توجيهات القيادة السياسية العسكرية في مصر ، أوصلت مصر لتتذيل الأمم بجدارة في كافة المجالات و أفقدتها قوتها الإستراتيجية في منطقتا الجغرافية و أجعلتها تابعة بعد أن كانت قائدة.