الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

لماذا لم يهرب مبارك ؟!!

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

ينسى الواحد فى زخم الأحداث المتجددة أن يسأل أين وصل الرئيس المخلوع على مستوى صحته ونظرته للحياة وعلاقته بمن ظل إلى جواره من أفراد عائلته؟ كيف يقضى يومه؟ هل يشاهد التليفزيون؟ هل يتابع ما يقال عنه؟ أتمنى أن أعرف وجهة نظره فى النقطة التى نقف عندها الآن، أتمنى أن أعرف تقييمه لإدارة المجلس
العسكرى للبلاد، أريد أن أسأله إذا عاد بك الزمن إلى الخلف هل كنت ستتخلى أم كنت ستدير الأمور بطريقة أخرى؟ أتمنى أن أعرف هل يرى ما فعله المجلس العسكرى معه خيانة أم أنها طبيعة الأمور؟ هل يشاهد بدين والروينى والعصار والفنجرى وهم يطلون علينا من الشاشات آخذين مكانه أمام مايك الرئاسة؟ طب من يطربه الآن أكثر لميس الحديدى أم عمرو أديب أم مصطفى بكرى؟ طب من خاب أمله فيه من الإعلاميين بعد أن تعب فى ربايته؟ هل يتابع توفيق عكاشة؟ أريد أن أسمعه يتحدث عن ابنه الذى ساهم فى قيادته لهذا المصير، وأن أعرف أيهما يؤلمه أكثر الشهداء الذين ماتوا ليزيحوه عن عرشه أم رحيله عن العرش؟ كيف ينظر لشركائه فى التجربة؟ ومن هى الأسماء التى ندم على السماح لها بالاقتراب من منظومة الحكم؟ أتمنى أن أعرف هل هو قادر على الاعتراف بالأخطاء التى وقع فيها أم أنه سيظل ينكرها كاملة؟ هل يعى أن رحيله عن رأس النظام كان أشبه بانتزاع غطاء البالوعة الذى يخبئ أسفله أسرابا من البلاوى؟ هل عنده فكرة بما جرى للقذافى؟ وكيف يقيم ما حدث له؟ هل هو خائف على البلد أم أنه يشمت فينا أم أنه غير واع بما نعيشه أصلا؟ ما تقييمه لمرشحى الرئاسة الذى يملؤون الدنيا ضجيجا؟ وما الذى يعرفه عن كل واحد منهم ولا نعرفه نحن؟ هل يصلى هذه الأيام؟ هل كان يواظب على الصلاة من قبل أصلا؟ هل يؤمن أن ما يحدث فى العالم العربى هو مخطط أمريكى كما يردد البعض أم أنه فوران شعبى متوقع؟ طيب لو عاد به الزمن إلى الوراء هل كان سيقبل منصب رئيس الجمهورية بعد مقتل السادات؟
أسئلة كثيرة جدا يود الواحد أن يعرف لها إجابة منه.
لكن السؤال الأهم.. لماذا لم يهرب؟
أفكر كثيرا فى مبرراته للتمسك بالبقاء فى البلد حتى فى اللحظات التى تأكد فيها من أن مصيره السجن وربما الإعدام.
أفكر فى المبررات من كل الجهات.. أفكر بطريقة تفترض حسن النية وأخرى تفترض المؤامرة وأخرى تتحدث عن القدر وربما واحدة لها علاقة بالسذاجة السياسية وواحدة تتحدث عن الغرور.
والحقيقة لا يمتلك الواحد ما يرجح واحدة على الأخرى، ويظل تغليب واحدة بعينها متوقفا على نظرتك أنت يا صديقى للأمور؟
لماذا استغرق قرار التنحى 18 يوما لم يفكر خلالها فى الهروب؟
ولنبدأ من جمل قالها مبارك فى حواره مع عماد الدين أديب منذ عدة أعوام، ربما تكشف لك الجمل جزءا من شخصية هذا الرجل وطريقة تفكيره..
قال مبارك لعماد الدين أديب:
«الجيش علمنى ما انسحبش وأفضل لى إنى أموت على الجبهة».
«اللى يقولك انسحب لازم تفكره باللى حصل لما انسحبنا فى 67 والخراب اللى شفناه ساعتها».
«أنت طيار وطيار يعنى لازم تاخد قرارك لوحدك ماحدش يضغط عليك».
«عندى طبع فيا من زمان أنه لو فيه حد استفزنى ماتنرفزش».
تطل علينا هنا بوضوح مأساة أن يكون رئيس البلد ذا خلفية عسكرية، فهو ليس من أنصار الاستجابة لرغبة الشعب مهما ضغط أو قاتل حتى تتم الاستجابة لرغباته، سيموت على جبهته -مقعد الرئاسة- ولن ينسحب، فبخلاف أن الانسحاب من وجهة نظرة هزيمة وليس استجابة للشعب، فالانسحاب فى ثقافته أيضا مرتبط بما ترتب على الانسحاب فى 67 من خراب، لذلك قالها وهو يعيها ولم يكن يهددنا بها.. لعله كان صادقا للمرة الأولى خلال سنوات طويلة عندما قال «أنا أو الفوضى»، لكنه فى جزء من هذا التصريح كان أشبه بمطاريد الجبل الذين لا يثقون إلا فى أنفسهم.. تحققت الفوضى بشكل نسبى، لكنها مسألة وقت، حتى تستقر الأمور من جديد، لنرى فى أن ما نعيشه من خسائر الآن، مقارنة برحيل مبارك، هو مكاسب فى الحقيقة.
كانت جبهة مبارك هى قصر الرئاسة، وطالما تنازل عنها فقد ذاق مرارة الهزيمة، بعدها تستوى كل الأماكن على وجه الأرض، فقد أصبحت الهزيمة تسكنه، أو كما قال كازنتزاكس «ما دمت قد خربت حياتك فى هذه البقعة من الأرض، فحياتك خراب أينما حللت».
دافع مبارك عن جبهته التى لم يعرف غيرها خلال السنوات الأخيرة، وبما أن هزيمته أصبحت واقعا، وبما أنه خسر كل ما كان يدافع عنه لظروف كثيرة أصبح يوقن نتيجة اكتئاب ما بعد الهزيمة أنه (طب أنا هاخسر إيه تانى؟) أو (هيعملوا فيا إيه أكتر من كده؟) فلمَ الهرب؟
كانت هذه النقطة الأولى التى تتعلق بطبيعة وخبرة مبارك العسكرية.طيب.. هل لم يهرب مبارك، لأنه فى جزء من لا وعيه كان معجبا بالثورة؟

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

1 تعليقات القراء :

أعتقد انه لو كان خايف أو مذنب كان هرب من زمان