الجمعة، 23 سبتمبر 2016

‏افتتاحية واشنطن بوست : الفرق الصارخ بين لقاء ترامب و كلينتون مع ديكتاتور

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

عنوان اختارته صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها تعليقا على لقاء الرئيس السيسي مع مرشحي الرئاسة الأمريكية على هامش فعاليات الدورة 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وإلى نص الافتتاحية

التقى كل من هيلاري كلينتون ودونالد ترامب هذا الأسبوع مع عبد الفتاح السيسي، الجنرال الذي قاد انقلابا عسكريا ضد حكومة منتخبة عام 2013، ثم أشرف على أشرس الحملات القمعية التي عرفتها مصر خلال نصف قرن.

لقد أمضيا معه وقتا غير مستحق ويفتقد الحكمة، باعتبار أن السيسي، بجانب الإشراف على القتل خارج نطاق القانون، والاختفاء القسري لآلاف المصريين والزج بعشرات الآلاف في السجون وجه حملة شرسة ضد النفوذ الأمريكي في مصر.

وبالرغم من ذلك، كانت هناك فروق ملحوظة في طريقة تعامل ترامب وكلينتون مع الرجل القوي، والتي تكشف فجوة واسعة ومهمة في السياسة الخارخية بينهما.

بيان ترامب بعد اللقاء أغدق على السيسي كلمات ثناء دون تمحيص، شاكرا إياه و"الشعب المصري  لما فعلوه دفاعا عن بلادهم"، وواعدا بدعوة صانع الانقلاب إلى زيارة رسمية لواشنطن.

وبالمقابل، ورغم ثناء كلينتون على التعاون الأمريكي المصري في مجال مكافحة الإرهاب، إلا أنها شددت على أهمية احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان من أجل تحقيق تقدم مستقبلي، وفقا لبيانها.

وعلاوة على ذلك، عبرت كلينتون عن قلقها من الملاحقة القضائية لمنظمات حقوق الإنسان ونشطاء.

وبكلمات أخرى، بينما قدم ترامب جواز مرور للحليف الأمريكي عميق المشكلات، أخطرته كلينتون أن انتهاكاته لن يتم تجاهلها إذا أصبحت رئيسة.

أهمية ذلك ترجع لسببين، الأول مفاده أن قمع السيسي، الذي يتضمن حبس أو نفى أبرز القادة  الليبراليين ونشطاء حقوق الإنسان، ووفقا لتلميحات كلينتون، يقوض آمال دولته.

لن تتعافى مصر أبدا اقتصاديا أو تستعيد الاستقرار السياسي بينما يخنق السيسي المناقشات العامة وحرية التجمع ويوظف التعذيب والاغتيالات ضد مناهضيه الإسلاميين، بينهم منتمون لجماعة الإخوان المسلمين غير العنيفة.

فشل الدولة المصرية سيكون كارثة على المصالح الأمريكية بالشرق الأوسط، لكن سياسات السيسي حتى الآن تقود إلى ذلك.

وعلاوة على ذلك، ينفذ السيسي حملة متقدة معادية للولايات المتحدة.

ليس من قبيل الدهشة أن يفشل ترامب في إدراك العواقب الإستراتيجية لتجاهل النظام لحقوق الإنسان نظرا لإزدرائه للقيم الليبرالية.

لكن من المدهش أن نرى المرشح الذي يدعي أنه يضع أمريكا أولا يشرف على ممارسات السيسي الممنهجة التي تستهدف المصالح الأمريكية والمواطنين الأمريكيين حتى مع حصوله على 1.3 مليار دولار مساعدات سنوية عسكرية.

الجنرال وأبواق الدعاية له يصرخون عبر التلفزيون حول "مخططات أمريكية لتدمير مصر، باستخدام الإعلام وجماعات المجتمع المدني".

وفي ذات الأثناء، يشن النظام حربا ضد المنظمات غير الحكومية المدعومة من الولايات المتحدة، ويصادر أموالهم، ويوجه اتهامات إلى قياداتها.

المواطنة الأمريكية آية حجازي التي أسست منظمة لمساعدة أطفال الشوارع محبوسة بدون محاكمة منذ أكثر من عامين في اتهامات وصفتها منظمات حقوقية مصرية ودولية بالمفبركة.

ويحسب لكلينتون طرح قضية حجازي مع السيسي، ومطالبتها بإطلاق سراحها، بحسب بيان أصدرته حملة المرشحة الديمقراطية.

بيد أن ترامب لم يكن لديه ما يقوله عن آية حجازي.

هل ستكون إدارة ترامب، حال فوزه بالرئاسة، جاهزة للدفاع عن الأمريكيين الذين يتعرضون لاضطهاد ديكتاتوريات أجنبية؟ الإجابة بوضوح، لا، إذا كان الديكتاتور هو السيسي.

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

0 تعليقات القراء :