الأحد، 20 مايو 2012

بالصور.. الأزهر يجمع السلفيين والصوفيين والأشراف للتصدى لنشر التشيع.. الطيب يحذر من إقامة مساجد طائفية تشق الصف تسمى بـ"الحسينيات".. ومصر تميزت فى تاريخها الطويل بالسماحة الفكرية والفقهية

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

حذر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، من إقامة أى مساجد طائفية لمذهب مخصوص أو فئة بعينها، تنعزل عن سائر الأمة وتشق الصف، وتهدد الوحدة الروحية والاجتماعية لمصر وشعبها، سواء سميت بـ"الحسينيات" أو غيرها، وهو ما يكشف عن نزعة طائفية لا يعرفها أهل السنة والجماعة فى مصر، أو أى اسم آخر سوى بيت الله والمسجد وفى الحديث القدسى عن رب العزة إن بيوتى فى أرضى المساجد وإن زوارى فيها عمارها.

وأكد شيخ الأزهر خلال لقائه علماء الأزهر والدعوة السلفية والصوفية والأشراف، لبحث التصدى لنشر المذهب الشيعى، أن الأزهر الشريف ومن وراءه كل المسلمين من أهل السنة والجماعة إذ يعلن أنه ليس فى حالة عداء مع هذه الدول أو تلك من الدول الإسلامية فإنه يعلن أيضًا عن الرفض التام والقاطع لكل المحاولات التى تهدف إلى بناء دور عبادة لا تسمى باسم المسجد أو الجامع لتزرع الطائفية وثقافة كره أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- والإساءة إليهم بتلك الثقافة التى لا تعرفها جماهير المسلمين فى بلاد أهل السنة والجماعة وبخاصة فى مصر بلد الأزهر الشريف الذى حافظ على عقيدة أهل السنة وحفظها من تحريف الغالين وانتحال المبطلين.

وأضاف الطيب أن الأزهر الشريف يعلن أن المصريين هم أكثر شعوب الأرض قاطبة حبًا واحترامًا وإجلالاً لآل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام ولا يقبلون فى ذلك مزايدة ولا احتيالاً.

وقال شيخ الأزهر فى كلمته للعلماء: "أيها السادة العلماء تعلمون أن هذا الدين الحنيف يقوم على التوحيد الخالص وعلى التصديق بكل الأنبياء والرسل والكتب المنزلة": "يقول الله تعالى "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ".

وتابع الطيب تعلمون أن المساجد فى الإسلام إنما هى لعبادة الله وحده "وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا}، وأنها مفتّحةُ الأبواب لكل المسلمين، بقطع النظر عن مذاهبهم الفقهية أو انتماءاتهم السياسية، يقفون فيها جميعًا بين يدى الله تعالى خاشعين، متجهين لقبلة واحدة وحيدة "قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِى السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ".

وأوضح أن مصر تميزت فى تاريخها الطويل بالسماحة الفكرية والفقهية، والتقت على أرضها الطيبة مذاهب أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث، وكذلك المذاهب الأربعةُ الفقهية المعمول بها لدى الأغلبية الساحقة فى العالم الإسلامى والتى تبلغ نحو مليار ونصف المليار من المسلمين التقت كلها جنبًا إلى جنب دون تفرقة أو خلاف، ولم يكن صدفة أن قام فيها الصرح العلمى الوسطى الأصيل الأزهر الشريف جامعًا وجامعة، حاميًا لهذا التراث الإسلامى الأصيل الذى تلقيناه عن سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - براوية أصحابه الصادقين، وأتباعهم، ومَن أخذ عنهم من أهل العلم حتى يوم الناس هذا، تلقيناه على بصيرة ويقين، توحيدًا للنسيج الروحى والاجتماعى لمصر وشعبها بفضل أبنائها من علماء هذا المعهد العريق.

وقال إنه حين قامت بمصر دولة الفاطميين تعتنق مبادئ متطرفة، تكفر أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم بل خلفاءه الراشدين إلا عليا بن أبى طالب كرم الله وجهه، وتسبُّهم جميعًا وتثير الخلاف بين المسلمين، وتزرع الشك فى نقل الكتاب والسنة، وتضع على جوار كلمة التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وجوب الإيمان بإمامهم الذى زعموا عصمته ونزاهته عن الخطأ، حين حدث ذلك استعصت مصر على هذه الأفكار المنحرفة المتطرفة، ونفضتها عن نفسها، بمجرد سقوط هذه السلطة الباغية.

وأشار إلى أن ديننا يقوم على كلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة، والنطق بالشهادتين والوقوف بين يدى ربه مع سائر المسلمين، ولا يشق عن القلوب، ولا يفرق بين الناس، والمسجدُ هو عنوان هذه الوحدة الجامعة "إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ"، ولهذا أوجب الفقهاء أن تفتح المساجد أبوبها للمؤمنين كافة حتى تصح الصلاة فيها، وتنعقد فيها الجماعة.

حضر اللقاء الدكتور محمد عمارة عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور حسن الشافعى، والشيخ محمد حسان، والدكتور أسامة عبد العظيم، والدكتور عبد الله شاكر، والدكتور عبد الهادى القصبى، والسيد محمود الشريف، والشيخ وحيد عبد السلام بالى، والشيخ عوض الجزار، وعدد من علماء السلفيين.
























Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...