الأربعاء، 21 مارس 2012

الخروج الآمن للبرادعي ودراويشه ... بقلم : صلاح بديوي

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified


ومن الذي منع الأُستاذ الدكتور محمد البرادعي أن يطرح نفسه مرشحاً علي موقع رئيس الجمهورية ؟....حواريوه وأنصاره والمبهورين بشخصيته ..ورفاق له خارج الوطن مصريون وعرب وأجانب خططوا له ليكون رئيساً لمصر ...قبيل أن تتفجر ثورة 25يناير المجيدة ووقتها كان المخلوع مبارك مع تشكيله لايزال في السلطة متحكما ً ومهيمناً ومسيطراً .

وعلي الرغم من ذلك أعلن د.البرادعي في قناة "سي - إن - إن"الفضائية  الأمريكية - المقربة من السي آي آيه - أنه ليس لديه مانع أن يترشح لرئاسة مصر ،وعاد البرادعي بعدها الي القاهرة  ووجد من ينتظره في مطارها،ولم يستطع نظام مبارك بكل جبروته الذي يظهر عندما يقترب أحد من السلطة التي كان قد حجزها لنجله،نقول لم يستطع  هذا النظام ان ينظر للدكتور البرادعي ولو بطرفة عين، أو ينظر لأياً من حوارييه ومؤيديه بالداخل المصري خوفا ً من جهات تدعمه في الخارج.

وقتها قال الدكتور محمد البرادعي لأنصاره عندما تتحسن الأوضاع بمصر وتصبح مهيئة لترشحه ،لن يتردد وقتها عن الترشح علي هذا المنصب،وأيامها كان لايوجد أحد في مصر يسمع بأسم حازم صلاح أبو أسماعيل المرشح المفترض لرئاسة الجمهورية  إلا السلفيين،وكان أقصي طموحات حازم أن ينجح في دائرة الدقي كعضو بمجلس الشعب في مواجهة  وزيرة الفلول السابقة  أمال عثمان .

وكان د.عبد المنعم أبو الفتوح - المرشح المفترض لموقع رئيس الجمهورية - معتقل في سجن مزرعة طرة بتهمة الإنتماء لجماعة غير شرعية وهي الأخوان المسلمين ،وكانت تقارير يومية تخرج من السجن تشير الي  أن  مرض القلب يفترس دكتور عبد المنعم ابو الفتوح ويحتاج لعلاج والأفراج الصحي عنه  ،وكان المئات من كوادر الأخوان والآف الإسلاميين بالمعتقلات ، ولم نسمع من الدكتور البرادعي كلمة واحدة من أجل المطالبة بإطلاق سراحهم .

وحتي نكون منصفيين لم يكن البرادعي هو الوحيد الصامت تجاه هذا الإنتهاك الخطير للحريات ،علي الرغم من رفعه شعارات التغيير والحرية ،إنما كان هناك  أيضا شخوص داخل السلطة يصمتون في مواجهة انتهاك الحريات والإعتقالات ، ونذكرهم لكون انهم يطرحون أنفسهم مرشحين مفترضيين للرئاسة الآن أو يتم طرحهم كمرشحين مثل اللواء عمر سليمان والفريق أحمد شفيق والسيد :عمر موسي ،وهؤلاء الرجال كانوا عناصر  أساسية  من عناصر معادلة الحكم في مصر سنوات مبارك السوداء ،وإن كنا نعلم أن السيد عمرو موسي كان مجرد وزير للخارجية ،ولايهتم بالقضايا الداخلية لكون انها خارج اختصاصاته .

أما اللواء عمر سليمان - فحسب المعلومات المتوفرة لنا من عناصر محايدة - فلقد أعرب لمبارك مراراً أنه ضد الإعتقالات بصفوف القوي السياسية المصرية،ولا ننسي من المرشحين المفترضين لرئاسة الجمهورية أيضا ً الاخ الصديق النبيل الأستاذ حمدين صباحي أبن  ثورة 23يوليو المجيدة والذي عاني من التنكيل والمعتقلات بسبب دفاعه عما يعتقده ،وظل يدافع عن الفقراء والمستضعفيين وقضايا الحريات ،ولم يفرق بين إخوان وغير إخوان في دفاعه عن تلك القضايا.

 المهم ان ما نود قوله بشأن الدكتور البرادعي ،أن إرادة الله شاءت أن تهب مصر العظيمة كريمة الأديان  ثورة 25يناير المجيدة ، ومن هنا تهيئت فرصة العمر للدكتور البرادعي وأنصاره أن يفعلوها ويطرحوه مرشحاً علي موقع رئيس مصر في إنتخابات ،يتوقع كثيرون أن تكون من أنزه الإنتخابات في العالم،بعد أن هيأت لها قواتنا المسلحة المجيدة مناخاً إنتخابيا نزيها ومستقراً وآمناً ،وقوانين متحضرة وعصرية تجري في إطارها .

وما نقوله أثبتته الإنتخابات البرلمانية التي تمت ببلادنا وكانت من أنزه الإنتخابات علي المستوي الدولي ،وأول انتخابات نزيهة تشهدها مصر طوال تاريخها ،لكن الدكتور البرادعي ودراويشه الي جانب السيد:نجيب سويريس ورفاقه ،وما يعرف إعلاميا بأئتلافات وجماعات تواجدها محدود بالشارع،بالتحالف مع فلول النظام السابق .

جميعهم شكلوا ما يشبه التحالف ومعهم منظمات مجتمع مدني وأبواق إعلامية ،وجميعهم يملكون أدوات الإتصال الفوري بالبيت الأبيض وبقصر الأليزيه و داون ستريت وبالكنيست ، ومن علي شاكلة تلك الإدارات الأطلسية ،حاولوا جميعهم في ظل دعم خارجي معنوي وغير معنوي ممارسة أعنف الضغوط والتهديدات علي المجلس الاعلي للقوات المسلحة ،وأفتعلوا تظاهرات دموية لأجل افساد الإنتخابات وفشلوا في إيقاف قطار الديمقراطية  .

وكان جيشنا العظيم  وأجهزة أمننا لهم بالمرصاد من حيث الرصد والمتابعة حتي سقط كبيرهم في الفخ الذي أشرنا اليه من قبل ،سقط متلبساً،عندما تم ضبط رئيس أمريكي سابق يحمل علي طائرته أكثر من نصف طن من أحدث الأسلحة التي تقتل ولايستمع أحد لصوتها ،وكان لابد من لملمة الفضيحة والتكتم  علي الأمر لصالح علاقات شراكة ممتدة بين من يديرون بلادنا وواشنطن ،ولكون الأمريكان عودونا ،أنهم من السهل أن يضحوا برجالهم لأجل مصلحة واشنطن وأمنها القومي، فلقد أوفوا بما عودونا عليه، وقدموا د.البرادعي  ضحية وهدية .

وما فعله الأمريكان في الواقع لم يكن ضد د.البرادعي بقدر ما  كان فرصة تتيح له  الخروج  الآمن  من إحراج كبير يواجهه،في الترشيح غير مضمون العواقب علي موقع رئيس الدولة  ،فلقد رأي الرجل أن أصدقاء له خارج الوطن مدوا اليه طوق النجاة ليعلن إنسحابه من الإنتخابات بشرف  ،لكون أن الدكتور البرادعي كان يعرف من خلال الإنتخابات البرلمانية التي أجريت بمصر أنه أن خاض إنتخابات الرئاسة سيفشل فشلاً زريعاً في الفوز بها،وكان يعرف من هو رئيس مصر القادم ،وأنه لاقبل له بمواجهته.

ولقد راهن دكتور البرادعي علي أن  الغرب الأوروبي الأمريكي من الممكن أن يفرضه علي مصر رئيساً لفترة إنتقالية ،وراهن أن يضغط الغرب علي المجلس الأعلي للقوات المسلحة لأجل ذلك ،وبالفعل حاول الغرب الأوروبي الأمريكي بكل السبل ,حاول وأخفق عندما وجه له الأمناء علي وطننا  لطمة القبض علي 19 كادراً من أهم كوادر" سي- آي - آيه".

تلك الكوادر الخطرة التي كانت تتخذ من منظمات حقوقية وآجهة لهم لممارسة عملهم غير الشرعي في مصر ،صحيح أن الأمريكان ضغطوا وسفروا رجال "سي آي آيه " مقابل ثمن باهظ دفعوه أيضاً ،لكون أن ضغوطهم لم تكفي لوحدها ،لكن رسالة مصر وصلتهم ووصلة أدواتهم.

أذن لم يمنع أحد الدكتور البرادعي من خوض إنتخابات شريفة حرة نزيهة في مصر ،إنما الذي منعه الله سبحانه وتعالي الذي اهدانا ثورة 25يناير المجيدة ،ويقف الي جوارنا لنختار لها اطهر ما فينا رئيساً .

ومن هنا ،بعد أن توصلت محيط لتلك الفضيحة التي سبق ونشرت تفاصيلها ،فضيحة الإعلان المفاجيء للدكتور البرادعي  الإنسحاب من الإنتخابات الرئاسية،فأننا نلفت إنتباه الأخوة في المجلس الأعلي للقوات المسلحة ،ونلفت إنتباه  قادة الأمن القومي في مصر ،بأنكم ليس من حقكم أن تمنحوا للدكتور البرادعي فرصة  خروجا أمناً من إنتخابات الرئاسة ،وتمنحوا لمن أستخدموا الأسلحة الأمريكية وكانوا يخططون لأستخدامها ضد ثورتنا وأمننا فرصة النجاة من محاكمة مستحقة ،وخروجا لانتمناه آمنا من محاكمات مستحقة  .

رأي وتعقيب

أستوقفنا التعليق التالي علي مقال براءة مبارك امس للأستاذ الكريم محمد جلال الذي يقول أنه يعمل بوزارة الأعلام ،والملفت للأنتباه في التعليق أنه يجيء كقرينة علي ماذكرته سابقا حول شحنة الأسلحة التي ضبطت علي طائرة كارتر والتي تخص السفارة الأمريكية ،تلك الشحنة من الممكن أن تكون دخلت لمصر شحنات اخر ي مماثلة لها  واستخدمت بالفعل  في قتل أولادنا وبناتنا وجنودنا وأهلنا أمام مايسبيرو وبشارع محمد محمود وحول مجلس الوزراء واللصاق تهم القتل  بالجيش والشرطة بهدف الوقيعة بين الجيش والشعب .

 المهم ماذا يقول أستاذ محمد تعقيبا ً علي مقالنا ،قال في تعقيبه ما يلي بالنص:

نص الرسالة

  "أعتقد أن الطرح غير متوازن لأنه يتعامل مع الحالات التي توفي فيها متظاهرون فقط وهي محاولة متقدمة للضغط على القضاء الذي نقول جميعاً أننا نحترمه في حالة فقط ما كانت أحكامه تتفق مع مصالحنا أو توجهاتنا ولكني سأحدثك عن حالة واحدة هي حالة ماسبيرو التي أشرف بالعمل فيه وكنت من شهود مأساته ،المأساة أن القتلى من الجنود الغلابة أكثر مما يتصور أي أحد لأننا رأينا الجثث والمصابين إصابات بالغة.

 فالآلي ظل لحوالي عشر دقائق ينطلق باتجاه الجنود غير المسلحين بالذخيرة من ناحية رمسيس هيلتون وكانت هناك فوضى كبيرة ومحاولة لأقتحام المبنى بكثافة عددية فشلت ومع ازدياد أعداد القتلى والمصابين من الجنود حضر الجنود الذين كانوا يؤمنون مناطق بعيدة لحماية  المصابين مما فتح الطريق أمام الأهالي من المنطقة والذين عانوا الأمرين من وقف أعمالهم ومصالحهم من الاعتصام بالإضافة إلى لجان التفتيش من المعتصمين التي كانت أحياناً تصل لمنزل كوبري 15 مايو وخاصة الإصرار على تفتيش بنات المنطقة من الأولاد الواقفين في التفتيش.

 وهذا سبب المشكلة الأولى الذي لا يعلمه أحد ولكنا الشهود العارفون الصامتون للأسف الجنود لم يكن معهم ذخيرة وتم وضع أنابيب البوتوجاز تحت العربات المدرعة فهرب عسكري من أحد هذه العربات وركبها واحد من المتظاهرين وهو لا يعرف كيفية قيادتها والنتيجة دهس عدد من الناس كما أن عربتان حاولتا الهرب من انفجار أنابيب البوتوجاز أسفلها فدهست ناس نحن كنا في الأعلى واقفين ولم نكن نجري هنا أو هناك لنهرب أو نهاجم مثل بعض الشهود الذين لم يروا شيئاً.

 كنت أتمنى منك أن تطالب بالقصاص أيضاً لهؤلاء الجنود البسطاء الذين لم يطلقوا ذخيرة حية على أحد ولكن يبدو أن القتلى نوعان درجة أولى مثل من تقولون عليهم شهداء على العموم مثل ألتراس الأهلى وقتلى الاحتكاكات مع الشرطة وهناك قتلى درجة ثانية او ثالثة مثل هؤلاء العساكر وشهداء العبارة 2006 لا أطلب إلا الموضوعية القليل منها القصاص حق ولكن يجب البحث عن حقيقة الوقائع بدقة بالغة لتحقيق القصاص العادل لأنه أفضل أن ينجو مجرم أو أكثر من أن يعدم برئ واحد ولك الشكر "

وختاماً
الي هنا أنتهت  رسالة  الأستاذ محمد جلال ونهديها لقلة من الثوارمخدوعة،ليعرفوا لماذا أنسحب الدكتور البرادعي من الترشيح ولماذا نعتبر السماح له بالخروج الآمن من إنتخابات الرئاسة هو ودراويشه ومن علي شآكلتهم غير مسموح به لأنه حق شعب وثورة ،قتل أبناءها بدم بارد ،وندعو المجلس الأعلي للقوات المسلحة أن يعلن الحقيقة.
salah.bediwi@gmail.com

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...