الخميس، 15 مارس 2012

مصر من الدولة الرخوة إلى الدولة الفاشلة ... بقلم : د/ معتز بالله عبد الفتاح

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified


أرجو أن يعى القائمون على شئون هذا الوطن أن الوقت مورد غير محدود وأن مصر، التى هى أمانة فى أيدينا، سنضيعها بالتكاسل وغياب الرؤية، وغياب القيادة. مصر تواجه تحديات كثيرة إن لم نكن واعيين بمخاطرها فقد ننتهى من وضع الدولة الرخوة التى تصنع القوانين ولا تستطيع تفعيلها إلى وضع الدولة الفاشلة التى تكون مشاكلها أعمق جذورا وأوسع انتشارا. ولهذه الدولة الفاشلة أسباب ومؤشرات ترصدها الدراسات المتخصصة.

أولها هى الزيادة السكانية الضاغطة والتى هى عادة من خصائص الفئات الأفقر والأقل تعلما فى المجتمع ومن ثم فإنها الفئات الأقل قدرة على إنتاج السكان الفعّالين القادرين على النهوض بالمجتمع بحكم التربية والتنشئة والتعليم والتدريب.

ثانيا مرض انتقال الناس من المناطق التى يعيشون فيها إلى مناطق أخرى بسبب نقص الخدمات فى بعض المناطق وتركزها فى مناطق أخرى بما ينشأ معه ظاهرة العشوائيات وعشش اللاجئين.

ثالثا الهجرة القسرية للمواطنين خارج الوطن بسبب ضعف الفرص الاقتصادية وتواضع فرص الترقى الاجتماعى والاقتصادى، ولاسيما حين يغلب على المهاجرين نمط «هجرة العقول الواعدة».

رابعا شيوع الرغبة فى الثأر من الآخرين سواء لأسباب عرقية أو دينية أو قبلية أو جهوية بما يخالف القانون ودونما اعتبار له.

خامسا التفاوت الحاد فى الدخول والثروات سواء بين الأفراد أو بين المناطق.

سادسا التراجع الحاد فى مؤشرات النمو الاقتصادى بما ينذر باعتماد المجتمع بشكل حاد على المعونات الخارجية.

سابعا ضياع هيبة واحترام المواطنين لمؤسسات الدولة ولقوانينها ولأفرادها.

ثامنا تدهور حاد فى الخدمات التى تقدمها الدولة للمواطنين.

تاسعا وجود انتهاكات منتظمة وممنهجة لحقوق الإنسان.

عاشرا وجود ضعف شديد فى قدرة الدولة على أن تبسط سيطرتها على كامل حدودها وأن توفر الأمن لكل مواطنيها على قدم المساواة بينهم.

حادى عشر ارتفاع معدلات التشرذم بين النخبة السياسية على نحو يؤدى إلى غياب الرؤية الجامعة والشلل السياسى.

اثنا عشر تدخل دول أخرى فى شئون الدولة على نحو ينال من سيادة الدولة ويهدد استقلال القرار الوطنى.

وفقا لهذه المؤشرات فإن أكثر دول العالم فشلا هى الصومال وتشاد والسودان والكونغو وزيمبابوى وأفغانستان ووسط أفريقيا والعراق. وأكثر دول العالم مناعة ضد هذه الأمراض هى النرويج والسويد والدنمارك ونيوزيلاندا وأيرلندا والنمسا وكندا. وتقف مصر فى الخانة رقم 132 من بين دول العالم الـ177 والتى ترصدها التقارير الدولية بما يعنى أن هناك 131 دولة تسبقنا فيما يتعلق بقدرتها على مواجهة هذه الأمراض، وهذا يعنى أن هناك مساحة كبيرة للتعلم. وكأن مصر بذلك تراجعت أربع خانات مقارنة بما كانت عليه فى 2010، وهذا مفهوم فى ضوء أن الفترة الانتقالية بطبيعتها هى كالحمل «وهن على وهن» ونحن أضفنا لها «اضطراب على اضطراب» ولكن ما نحتاجه أن نتخذ الإجراءات الكفيلة بمواجهة هذه التحديات حتى لا تتحول إلى أمراض مزمنة.

ولو كان لى من اقتراح للمرشحين الرئاسيين أو لرئيس الوزراء القادم فهو أن تكون هذه التحديات هى عناصر برامجهم الانتخابية. وفى مواجهتها فليتنافس المتنافسون

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...