الاثنين، 26 مارس 2012

المشهد الليبرالي الإخواني العسكري !! ... بقلم د / أحمد مراد

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified


حقا وصدقا أرى الوضع الحالي يجعل الحليم حيرانا ولكي نصل ونرى المشهد بشكل أوضح يجب أن نعود بالذاكرة لبداياته خرجنا من ميدان التحرير متوحدين بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخنا الحديث وكان هذا التوحد والتآزر هو سر وسبب نجاح الثورة بعد توفيق الله عز وجل.

الليبراليون واليساريون يشيدون بالإخوان وبدورهم في الثورة وأنهم هم من دافع عن الميدان في أهم لحظة حرجة وفاصلة وهي معركة الجمل وفيديوهات نوارة نجم وبلال فضل منتشرة على اليوتيوب ابحث عنها على جوجل ستصل اليها بسهولة
والإخوان كذلك يصرحون بأن الوطن كله نسيج واحد يقبل الإختلاف والتنوع الذي يثري الحياة السياسية.

حتى جاء يوم التاسع عشر من مارس 2011 يوم الاستفتاء على التعديلات الدستورية 
فجأة اكتشفت النخبة الليبرالية كما يحبون أن يلقبوا أنفسهم بأنهم لارصيد لهم في الشارع وأن كل ما يملكونه هي وسائل الإعلام وفقط
وحدثت الفرقة والانقسام وبدأت الحرب الضروس على تلك الوسائل الإعلامية التي لهم فيها نصيب الأسد
اختلقوا معارك مثل غزوة الصناديق وحد قطع الأذن وغيرها الكثير لتخويف الناس من الإسلاميين وكان مطلبهم الأساسي في ذلك الحين هو مد وتطويل الفترة الإنتقالية حتى يستعد الشباب الذي قام بالثورة للإنتخابات القادمة 
وكانت المفاجأة الثانية أن العسكر لا يميلون لهم ولا يأتمرون بأمرهم بعد أن اختبروا قوتهم في أكثر من موقف.

وبالتالي لم يعد معهم الشارع ولا مساندة من بيده الأمر ممن يمسكون بمقاليد الأمور بالبلد فبدأ الانقلاب على العسكر واختلاق معارك معه برعوا في الخروج منها بمكاسب إعلامية وسياسية
 
وليس هناك أدل ولا اوضح من الصورة التالية :



وفي الوقت الذي كانوا يتغنون فيه بمناهضة العسكر ويتهمون الإخوان بعقد صفقة معه
كانوا هم من يقدم أفضل وأكبر الهدايا له
أحداث محمد محمود لو ابتعدت قليلا عن الصورة لتراها بإجمالها
بدايتها كانت تفريق المعتصمين بالميدان من مصابي الثورة بعنف مبالغ فيه لإستفزازهم واستفزاز الجميع لأمر ما
والعجيب أنهم نجحوا فعلا في إخلاء الميدان منهم أكثر من مرة ولكن كانوا يفتحون لهم باب العودة 
ألا يدل هذا على أن هناك أمرا يدبر بليل ومن الكياسة تفويته عليهم ؟
ولكن لأن هذا الأمر المدبر له يتفق مع أهوائهم فقد راقت لهم لعبة الضحية لتحقيق مكاسب أكبر وأفضل
فقد كان ذلك الأمر هو منع أو تعطيل انتخابات مجلس الشعب وذلك في صالحهم
ودور الضحية المهدر دمها يعطيهم شعبية أكثر يفقتدونها .. 
وللأسف تاجروا بدم شباب طاهر حسن النية خرج فعلا معتقدا أنه يدافع عن ثورته
وبفضل الله عز وجل وبوعي الشعب المصري الذكي حدث عكس المتوقع تماما
وفي إقبال أسطوري انبهر به العالم تمت تلك الانتخابات لتفرز نفس نسبة استفتاء التاسع عشر من مارس وهي أن ثلاثة أرباع الشعب انحازو للإسلاميين 
واستعرت الحرب على أوجها ضد الاسلاميين وبعد أن كان الإخوان هم من دافع عن الميدان يوم موقعة الجمل تغيرت إلى أن الألتراس هم من فعل .. 
رغم أن هذا المصطلح لم نسمع به الا بعد الثورة بكثير
ونغمة أن العسكر عقدوا صفقة مع الإخوان هي السائدة والمترددة
فنفترض أن الإخوان عقدوا صفقة معهم ... ما هي أهم بنودها ؟
مزايا أكثر للعسكر في الدستور القادم .. خروج آمن وعدم محاسبة أليس كذلك ؟
خرج التيار الإسلامي عن بكرة أبية لرفض وثيقة السلمي التي كانت تصرح بذلك علنا .. وسبحان الله كانت موقعة محمد محمود عقب هذا الرفض كأنما هو عقاب عليه وتهديد بأنه يمكنني منع المسار الطبيعي طالما أنك ستحاربني
وها هي الحرب بدأت تدق أجراسها في شكل شبه علني قبيل كتابة الدستور
العسكر يهددون بحل مجلس الشعب والإخوان يلوحون أنه بيدنا المجيء بمنصب الرئيس وانتزاعه لو فعلتم
فلم يهدد العسكر اذا كانت هناك صفقة ومطمئن لها 
أليست تلك الحرب تنفي وجود هذه الصفقة ؟!!
ولكن لأن ذلك على هوى النخبة إياها
تعالت نبرة الشماتة بل أشعر أنهم يتمنون من أعماق قلوبهم أن ينجح العسكر في مراده هذه المرة
فأن يخفق الإخوان حتى لو كان بتسليم البلد للعسكر هو أهون عندهم من أن تظل السيطرة للإخوان 
وليس هناك أوضح وأبلغ من أن ممدوح حمزه في اتصال تليفوني على قناة التحرير يؤكد انه أعطي سامي عنان نائب رئيس المجلس العسكري خطابا يقول فيه نحن معكم في الانقلاب العسكري ضد سيطرة التيارات الاسلامية
وبهذا يتضح بأن الحروب ضد العسكر في الفترة الماضية لم تكن سوى حروبا ورقية لأجل المصالح الخاصة لهم وفقط
ولهذا هم يقدمون ورقة ضغط كذلك للعسكر بحربهم الحالية على اللجنة التأسيسية لكتابة الدستور
والتي قال عنها أحد المنصفين الكلام التالي :



تجد الفيس بوك مشتعلا بعبارات مثل
في الوقت الذي تم فيه استبعاد البرادعي وعلاء الأسواني لكتابة الدستور تم اختيار مصطفى بكري وتوفيق عكاشة 
قلبت الأسماء بعد إعلانها ولم أجد بينها هذين الاسمين
وطبيعي جدا ان يتم رفض البرادعي الذي لا يعترف بالبرلمان أو علاء الأسواني المتعصب لعلمانيته
وطبيعي جدا أن تكون اللجنة معبرة عن اختيار الشعب الذي في مرتين متتاليتين انحاز ثلاثة أرباعه للإسلاميين .. 
مرة في الاستفتاء وأخرى في انتخابات حرة نزيهة لا يمكن لأحد أن يشكك في نزاهتها لأول مرة في تاريخ مصر الحدث والقديم
ولهذا أقول بأن رهان الإخوان الآن في حربه مع العسكر هو على الشعب الذي اختارهم .. 
العسكر يدرك قيمة ووزن وقوة الليبراليين جيدا .. ويعلم كذلك قوة الإسلاميين وحقيقتها على أرض الواقع
ولهذا أقول للإسلاميين عامة والإخوان خاصة
استعينوا بالله عز وجل أولا
ثم بقوة الشعب الذي اختاركم وجدد لكم العهد منذ أيام في نقابة أطباء الأسنان على عكس من يقول بأن شعبيتهم قد قلت أو زالت
فالشعب الواعي الذكي الذي نفذ قانون العزل بنفسه دون تشريع دستوري .. فأسقط الغول في الصعيد رغم عصبياته وأسقط ابن طلعت مصطفى في الأسكندرية رغم كل أمواله التي أنفقها .. وأسقط توفيق عكاشه رغم قناته
والذي لم تؤثر فيه حملات الليبراليين الإعلامية والمكثفة طوال عام كامل لتخويفه وكراهيته للتيار الإسلامي
حتما هذا الشعب يعلم بأن من اختاره لم يملك بعد الا السلطة التشريعية والرقابية .. وأن السلطة التنفيذية ما زالت بيد من يحاربهم ويناوئهم وهو من يصطنع كل تلك الأزمات من غاز ووقود وغيره الكثير في حملات تخويف وتنفير فيمن انتخبهم
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
د. أحمد مراد

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...