الأحد، 30 أكتوبر 2011

بعد تحذيرات من خروج الأزمة من الإطار العربي.. بشار يهدد : أي عمل غربي سيحدث “زلزالا يحرق المنطقة”

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

بعد تحذيرات عربية من خروج الأزمة السورية من إطارها العربي، حذر الرئيس السوري بشار الأسد من أن أي عمل غربي ضد دمشق سيؤدي إلى “زلزال” من شأنه أن “يحرق المنطقة بأسرها”، وذلك في مقابلة مع صحيفة ذي صنداي تليجراف البريطانية. 
وقال الأسد إن “سوريا اليوم هي مركز المنطقة. إنها الفالق الذي إذا لعبتم به تتسببون بزلزال… هل تريدون رؤية أفغانستان أخرى أو العشرات من أفغانستان؟”. وأضاف أن “أي مشكلة في سوريا ستحرق المنطقة بأسرها. إذا كان المشروع هو تقسيم سوريا فهذا يعني تقسيم المنطقة برمتها”.
وأكد الرئيس السوري أنه يدرك أن القوى الغربية “سوف تكثف الضغوط حتما” على نظامه، ولكنه شدد على أن “سوريا مختلفة كل الاختلاف عن مصر وتونس واليمن. التاريخ مختلف، والواقع السياسي مختلف”.
وأقر الأسد بأن قواته الأمنية ارتكبت “أخطاء كثيرة” في بداية الحركة الاحتجاجية ضد نظامه، مشددا بالمقابل على أنها لا تستهدف اليوم إلا “الارهابيين”. وقال “لدينا عدد ضئيل جدا من رجال الشرطة، وحده الجيش مدرب للتصدي لتنظيم القاعدة”. وأضاف “إذا أرسلتم جيشكم إلى الشوارع فان الامر عينه قد يحدث. الآن، نحن نقاتل الإرهابيين فقط. لهذا السبب خفت المعارك كثيرا”.
وشدد الرئيس السوري على أن رده على الربيع العربي كان مختلفا عن ردود فعل القادة العرب الآخرين الذين أطاحت بهم في النهاية حركات الاحتجاج الشعبية.
وقال “نحن لم نسلك مسلك حكومة عنيدة”، موضحا أنه “بعد ستة أيام (من اندلاع الحركة الاحتجاجية) بدأت بالإصلاح. الناس كانوا متشككين بأن الإصلاحات ما هي إلا مهدئ للشعب، ولكن عندما بدأنا الإعلان عن الإصلاحات، بدأت المشاكل تتناقص، وهنا بدأ التحول، هنا بدأ الناس يدعمون الحكومة”.
وشدد الأسد على أن “وتيرة الإصلاح ليست بطيئة. الرؤية يجب أن تكون ناضجة. يتطلب الأمر 15 ثانية فقط لتوقيع قانون ولكن إذا لم يكن مناسبا لمجتمعك سيؤدي إلى انقسام. هذا مجتمع معقد جدا”.
وأكد الرئيس السوري على أن ما تشهده سوريا اليوم هو “صراع بين الإسلاميين والقوميين العرب (العلمانيين)”، مضيفا “نحن نقاتل الإخوان المسلمين منذ خمسينيات القرن الماضي وما زلنا نقاتلهم”.
ويأتي نشر هذه المقابلة غداة تصاعد حدة المواجهات العسكرية بين قوات الأمن السورية والجيش من جهة، ومنشقين عن الجيش من جهة أخرى، ما أدى إلى مقتل 30 عنصرا نظاميا في كل من مدينة حمص (وسط) ومنطقة ادلب (شمال)، إضافة إلى منشق، بعد أن كان 17 من عناصر الأمن والجيش قتلوا في حمص ليلة الجمعة السبت في مواجهات مماثلة، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي الغضون، أفادت صحيفة القبس الكويتية الأحد نقلا عن مصادر عربية واسعة الاطلاع أن الوزراء العرب الذين زاروا دمشق حذروا الأسد من إمكانية خروج الأزمة السورية من الإطار العربي وطالبوه بوقف العنف فورا. وذكرت الصحيفة أن الوفد العربي طالب الأسد بـ”وقف العنف بشكل سريع لإفساح المجال أمام جهود الوساطة لتحقيق الغاية المنشودة، وهي وقف نزيف الدم السوري”.
كما أكد الوفد بحسب الصحيفة “ضرورة الاستجابة للجهود العربية قبل أن تتحول القضية إلى خارج البيت العربي، بما يجنب المنطقة إجراءات عقابية دولية”.
وكان الوفد أجرى محادثات مع الأسد يوم الأربعاء في دمشق ويفترض أن يعقد اجتماعا في وقت لاحق اليوم الأحد في الدوحة.
وبحسب “القبس”، طالب الوفد الوزاري الأسد بـ”تزويد الجامعة العربية بخارطة طريق واضحة للإصلاحات التي يعتزم النظام السوري القيام بها” مع التأكيد على “ضرورة أن تتضمن مواعيد محددة لهذه الإصلاحات”.
كما طالب الوفد بأن “يكون الحوار بين النظام السوري والمعارضة خارج سوريا”. وقد أكد الوفد للرئيس السوري أن “المعارضة لا تجرؤ على الجلوس على طاولة واحدة في سوريا”.

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

0 تعليقات القراء :